يتم التحميل...

الأئِمَة الإثنَا عَشَر

أئمة الشيعة

قد يتساءل : لماذا كان عدد الأئمة اثني عشر إماماً لا يزيدون ولا ينقصون ؟

عدد الزوار: 31

قد يتساءل : لماذا كان عدد الأئمة اثني عشر إماماً لا يزيدون ولا ينقصون ؟

الجواب :
إن السبب الأول لهذا الحصر الأحاديث النبوية التي رواها أصحاب الصحاح في صحاحهم كالبخاري ومسلم وغيرهما. فكما دلت الأحاديث الصحيحة على ان صلاة الظهر أربع ركعات، والمغرب ثلاث، والصبح ركعتان كذلك دلت على أن الأئمة 12 دون زيادة أو نقصان، وقد نقلنا الأحاديث فيما تقدم من هذا الكتاب بعنوان «شروط الإمام» فقرة الإمام من أهل البيت، هذا إلى أن الإمامية استدلوا بأدلة أخرى تعزز السنة النبوية، نلخصها بما يلي :

1 - أنواع العلوم التي ظهرت من أئمة آل محمد، فقد روي عن علي أمير المؤمنين من أبواب التوحيد وعلوم الدين، وأحكام الشريعة وتفسير القرآن، وأصول اللغة وقواعدها وآدابها ومن الطب والحكمة والنجوم ما استفاد منه العلماء والفلاسفة والفقهاء وأهل اللغة والأدباء والأطباء وغيرهم.

وحين زال الخوف عن الإمامين الباقر والصادق روي عنهما من أنواع العلوم ما ملأ الأسفار، كذلك الإمام الكاظم فقد أظهر العلوم واشاعها إلى أن حبسه الرشيد، ومنعه من ذلك، وأيضاً انتشر عن الرضا وولده الجواد الشيء الكثير، وكذلك كان سبيل الهادي والعسكري، وانما قلت الرواية عنهما، لانهما كانا محبوسين ممنوعين عن الاتصال بالناس، واتصال الناس بهم.

وإذا عرفنا أنهم لم يأخذوا علومهم عن صحابي ولا تابعي ولا عالم أو فقيه، لانهم لم يرووا عن أحد قط، وإن أكثر ما أخذ عنهم من العلم لا يعرف إلا منهم، إذا عرفنا هذا تبين معنا أنهم أخذوا العلم عن جدهم النبيّ صلى الله عليه وآله دون غيره، وانه قد أفردهم بها ليدل على إمامتهم، وافتقار الناس إليهم، وغناهم عن الناس، ليكونوا مرجعاً لأمته في الدين، وملجأ في الأحكام.

2 - إن حكام الجور قد تتبعوا الأئمة الأطهار واحداً فواحداً، واجتهدوا في النيل من كرامتهم، وتطلبوا لهم العثرات والزلات، ولما اعياهم الطلب نكلوا بهم وبشيعتهم، وما ذاك إلا لأنهم كانوا على أعلى الصفات، كما شاهدنا في هذا العصر، وفي كل عصر من عداوة أهل الرذيلة لأهل الفضيلة.

3 - اعتقاد العلماء والرؤساء في الفقه والحديث والكلام بإمامة الأئمة وعصمتهم، كهشام بن الحكم، وأبي بصير، وزرارة، ومحمد بن النعمان، وإبان بن تغلب، ومحمد بن مسلم، ومعاوية بن عمار وغيرهم ممن بلغوا الجمع الكثير، والجم الغفير من أهل الحجاز والعراق وإيران، فإنهم قد جمعوا أقوال الأئمة من أهل البيت، ودونوها في كتبهم، واعتمدوها كأصل من أصول الدين والشرع، مع العلم بأن كل واحد من هؤلاء الاقطاب كان على جانب كبير من العلم والتقوى، وأن الأئمة الأطهار قد أقروهم على عقيدتهم، ولو كانوا مبطلين لنهوهم وتبرأوا منهم، تماماً كما تبرأوا ولعنوا الغلاة.

4 - ان معاوية وطلحة والزبير وعائشة الذين كانوا أعدى اعداء الامام علي لم يجدوا شيئاً يتذرعون به حين قاوموه وحاربوه إلا الطلب كذباً وافتراءً بدم عثمان. وقد انبأنا التاريخ انه بعد ان خلا الجو لمعاوية كانت الوفود تأتيه، وتجرعه السم الزعاف بذمه، ومدح أمير المؤمنين، وهو يسلم، ولا يجد مجالاً للتكذيب.

ثم كان من أمر ولده يزيد مع الحسين ما كان، ومع ذلك لم يستطع أن يتفوه بكلمة تدين الإمام الشهيد، وكذلك بقية الأئمة من الإمام زين العابدين إلى الإمام العسكري قد فرضوا تعظيمهم على الملوك الذين اجتهدوا كل الاجتهاد في البحث والطلب عن عثرة واحدة لأحد الأئمة، فاعياهم الطلب.

5 - تعظيم قبورهم، وفضل مشاهدهم، حتى ان الألوف تقصدها في كل آن للتبرك والاجر والثواب، وإعلان الخطباء مناقبهم وفضائلهم من على المنابر طوال أيام السنة ومدى الدهر، ووضع العلماء مئات الكتب في شرف منزلتهم وأنواع علومهم، والأدلة العقلية والنقلية على امامتهم.

وبالتالي، فليس لأحد من البشر بعد نبينا صلى الله عليه وآله ما للأئمة من ذريته من الفضل والعظمة، ورحم اللّه السيد المرتضى حيث قال : ان الشيعة والشافعية قالوا : ان الصلاة على النبي وآله فرض واجب، وقالت بقية المذاهب : هي مستحبة، وليست بواجبة، ومهما يكن، فان الصلاة عليهم عبادة، والتعبد بالشيء لا يتم إلا بمعرفته. فمعرفتهم - اذن - اما واجبة، واما مستحبة. وفي هذا الدليل القاطع على انهم أفضل الناس بعد جدهم، اذ لا تجب ولا تستحب معرفة أحد من أجل الصلاة إلا معرفتهم.

2016-01-25